
في بيئات العمل، ليست كل ابتسامة؛ صادقة، ولا كل مجاملة؛ بريئة بالضرورة، فبعض الكلمات اللطيفة قد تُخفي وراءها نوايا استغلالية مستفزة.. يأتيك البعض مثلاً فيثني على جهودك، ويسكب المدائح بين يديك، ليس تقديراً لك طبعاً، بل طمعًا في استغلال جهدك أو اسمك أو مكانتك، وهنا، لابد أن يتحول كل رصيدك من الذكاء الاجتماعي من مجرد الخبرة في كسب الناس، إلى فرزهم، ومعرفة مَن يستحق التعاون منهم.التعاون في العمل قيمة لا غنى عنها، فالمشاريع الكبرى لا تُبنى إلّا بتكامل الخبرات والأدوار، وغالبًا ما يكون الأشخاص المتعاونون هم الأكثر حظًا في النجاح والترقّي.. لكن المشكلة تبدأ حين يتحوّل هذا الأمر من تبادلٍ واعٍ للمنافع، إلى سذاجةٍ تُستغل باسم الطيبة والمجاملة وتقدير الزملاء، ولذلك، لابد من التفريق بين التعاون المثمر والمفيد، والاستغلال الفجّ الذي ينهك طاقتك، ويقودك تدريجيًا نحو الاستنزاف، وربما الاحتراق الوظيفي الكامل.
إذا كنت تتساءل الآن عن عنوان المقال: كيف أعرف الاستغلاليين، وما هي الملامح التي تفضحهم، فسأقول لك:1- المجاملات غير المعتادة: المدح الصادق جميل ومطلوب، لكنه حين يُكال بلا مبرر؛ وقبل الطلب مباشرة، فإنه يدلّ على (رشوة لفظية).. تسمع كلمات الإعجاب المفرط، وسرعان ما يطلّ عليك الطلب من الباب الخلفي: «بالمناسبة.. ممكن تعمل لي كذا….»، هنا، لا تكن ساذجًا، فالمديح لم يكن سوى تمهيداً لما سيأخذونه منك!.
2- اقتراب أصحاب الاتجاه الواحد: وهؤلاء ستعرفهم من تكرار النمط، فهم لا يتواصلون إلا عند الحاجة، ولا يردّون الجميل إلا بالوعود، علاقاتهم تشبه حسابًا بنكيًا لا يعرف غير السحب المستمر، يتحدثون عن «روح الفريق»، لكنهم في الحقيقة يقتاتون على جهود الآخرين.. اقتراب هؤلاء دلالة واضحة على استنزاف قريب.. فكن مستعداً.
3- الشراكة المائلة: يُسمّونها (فرصة مشتركة)، وهي في الحقيقة فرصة لهم وحدهم.. يدعوك أحدهم لمشروع أو مبادرة، يظهر فيها اسمك، لكن العائد المعنوي أو المادي الأكبر يصبّ في رصيده.. إنه الشريك الذي يُجيد تقسيم الجهد لا الفائدة، ويفهم «التعاون» على أنه طريقٌ باتجاهٍ واحد.
4- سُرّاق الاسم والمكانة: ذلك الذي يُحب ذكر اسمك في كل اجتماع، ويتحدث عن إنجازاتك كما لو كان شريكاً فيها.. لصٌ أشر، يريد سرقة نجاحك؛ واستخدام صورتك وسمعتك كجسرٍ؛ ليعبر به إلى حيث لا يستطيع وحده.. هو لا يستفيد من قدراتك فقط، بل من قيمتك الاجتماعية أيضاً.. والفرق بين الاثنين كبير كما تعلم.. كن فطناً.5- (المسرحيون) اللاعبون على وتر المشاعر: وهؤلاء يُتقنون دور «الضعيف» أو «المظلوم» لكسب تعاطفك أولاً، ثم يطلبون ما يريدون باسم الإنسانية!.. يذكّرك في كل يوم أنه يمرّ بظروف صعبة، أو أنه «يعتمد عليك بعد الله»، فيسحب منك ما يريد دون مقاومة.. إنه أخطر المستغلين، لأنه يستخدم عواطفك لاستنزافك. أخيراً.. ليس المطلوب أن تكون سلبياً؛ قاسيًا، فتغلق باب التعاون مع الجميع، ولا ساذجًا فتجعله باباً مُشرعاً لاستغلالك.. وازن بين الطيبة والوعي، وتعاون مع من يستحق؛ لا من يتقن التمثيل.. واعلم أن الذكاء الذي يحفظ طاقتك وقيمتك في بيئات العمل ليس في أن تعرف كيف تُساعد الآخرين، بل أن تعرف متى تتوقف عن الاستجابة لمن يستغلّك.. بلباقة وابتسامة طبعاً.
محمد البلادي – جريدة المدينة
اسماء عثمان
محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
كانت هذه تفاصيل خبر كيف تعرف مَن يستغلونك في العمل؟! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
