ابوظبي - سيف اليزيد - أحمد شعبان (غزة)
تشهد المنظومة الصحية في غزة تدهوراً كارثياً، جراء الاستهداف الإسرائيلي المتكرر والممنهج للمستشفيات والمراكز والطواقم الطبية، مما يُعد «جريمة حرب» مكتملة الأركان، وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني.
وأكد مدير مكتب الإعلام الحكومي في القطاع، إسماعيل الثوابتة، أن العمليات العسكرية الإسرائيلية تسببت في خروج 38 مستشفى عن الخدمة، إضافة إلى استهداف 96 مركزاً للرعاية الصحية، و197 سيارة إسعاف، لافتاً إلى أن الجيش الإسرائيلي نفذ 788 هجوماً مباشراً على المرافق الصحية، مما أدى إلى استشهاد 1670 كادراً طبياً.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، الدكتور أيمن الرقب، إن إسرائيل تتعمد تجريد غزة من مقومات الحياة الأساسية، من خلال الاستهداف المتواصل للبنى التحتية، وعلى رأسها المنشآت الصحية، إذ إن ما تبقى من المستشفيات في القطاع يعمل بأقل من 20% من قدراته، ويكافح لتقديم الحد الأدنى من الخدمات الطبية، في ظل نقص حاد بالأدوية والمستلزمات الطبية، وانقطاع متكرر للكهرباء والوقود، مما يهدد حياة آلاف الجرحى والمرضى، لا سيما المصابين بأمراض مزمنة.
وأضاف الرقب، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن هناك 20 مستشفى أُجبرت على التوقف القسري عن العمل، خاصة في شمال غزة، سواء بسبب الدمار الكلي أو نتيجة انعدام الموارد، لافتاً إلى أن أعداداً كبيرة من الطواقم الطبية استُهدفت بشكل مباشر، وهناك 361 من العاملين الصحيين يقبعون حالياً في السجون الإسرائيلية.
وأشار إلى أن ما يجري في غزة لا يمكن تفسيره سوى ضمن محاولة إسرائيلية منظمة لتهجير السكان قسراً، من خلال جعل الحياة في القطاع مستحيلة، منوهاً بأن تدمير المنظومة الصحية والتعليمية والخدمات الأساسية يدفع الناس نحو الرحيل، وهو شكل من أشكال التهجير القسري الذي يُمارس بغطاء عسكري.
وأفاد الرقب بأن استهداف خيام النازحين والملاجئ المؤقتة أدى إلى ارتفاع كبير في أعداد الضحايا المدنيين، من بينهم أطفال ونساء وكبار سن، إلى جانب ارتفاع حالات الإصابة بالأمراض، نتيجة انتشار الأوبئة وانعدام النظافة والظروف المعيشية الصعبة داخل مراكز الإيواء.
في السياق، شدد الدكتور محمد أبو الفحم، مسؤول ملف الإعلام في مفوضية المنظمات الشعبية، في تصريح لـ«الاتحاد» على أن ما تتعرض له غزة يمثل «جريمة حرب موثقة»، مؤكداً أن تدمير المستشفيات واستهداف سيارات الإسعاف والطواقم الطبية يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.