حتي وقت متأخر من مساء الثلاثاء كان العزيز عباس كابو يُجمّل أمسيات مدينة القضارف بطيب السلام وجميل الكلام .. وعندما بلغ زمان اليوم تمام العاشرة صباحاً كان عباس كابو مع الرحيل عن الدنيا علي موعد ..

■ من ساعة رحيله ولسنوات ستبقي فاجعة رحيل كابو حزناً مُقيماً في دواخل أهل القضارف .. هؤلاء الناس الذين يتقاسمون الحزن والفرح .. وفي وداع عباس كابو الكل يعزي الكل .. كان من الناس وللناس ..

■ لن أنسي ماحييت أياماً عشتها في مدينة القضارف .. والذي أعطي لأيامنا هناك معني أن أمثال عمر كابو هم بحثوا عنا وسألوا عن حالنا وطوقونا بعميق الحب وعميق المودة والمحبة ..

■ هاتفني ذات صباح من صباحات القضارف النّدية : إنت وين يا صديقي .. أخبرته .. اصطحبني إلي زاوية من زوايا أنسه المجال .. وبصراحته المعهودة سألني : المحل دة بينفع معاك؟! .. قلت له : نعم .. ضحك من أعماق قلبه الذي توقّف اليوم فجأة ..

■ في تلك الجلسة عرفت الوجه الآخر من مدينة القضارف .. المدينة والناس .. وفوجئت بمعرفته العميقة بتعقيدات المشهد السياسي والأمني في بلادنا .. في تلك الأيام كانت مليشيات التمرد وعبر لحن قول كلاب صيدها من الطابور الخامس يشيعون أن القضارف ستسقط .. بقبضة يده القوية .. وبطريقة لاشعورية خبط كابو علي تربيزة الشاي والقهوة التي أمامنا وهو يقول : نحنا ما حنطلع من القضارف .. نحنا حنموت هنا .. وصدقني يا أخي المليشيا إلي زوال .. والبلد حتنتصر ..

■ قبل أيام وضع في بريدي رسالة .. كم أنا حزين أني لم أرد عليه .. وهكذا نحن .. نأسي علي فرصة الحديث الأخير مع نحب .. ولا نتذوق أسي الفقد إلا عندما نجد أنفسنا أمام الحقيقة المُرّة ..

■ لا أجد ما أعزي به أهل القضارف عامة .. وأسرة وعشيرة عباس كابو خاصة .. وشقيقه وأخيه الودود د. عمر كابو .. لا أجد ما أعزيهم به غير كلمات الشهيد محمد أبو الحسن والذي سألني ذات يوم : عارف ليه لازم القيامة حتجي؟!.. قال تقبله الله : عشان ندخل الجنّة .. ونكمِّل وَنَستْنا مع الناس البِنْحِبَهم ..

■ ليتكم تعلمون كم يحب عمر كابوأخاه الراحل عبّاس كابو .. العزاء أخي عمر كابو أنك ستلقي الأحبة محمداً وصحبه .. وماذلك علي الله ببعيد ..

■ رحم الله عباس كابو ..

■ ولا حول ولاقوة إلا بالله ..

الكاتب/ عبدالماجد عبدالحميد