اخبار العالم

فورين بوليسي: ما هو نوع الإصلاح الذي تحتاجه الأمم المتحدة في عامها الثمانين؟

  • فورين بوليسي: ما هو نوع الإصلاح الذي تحتاجه الأمم المتحدة في عامها الثمانين؟ 1/4
  • فورين بوليسي: ما هو نوع الإصلاح الذي تحتاجه الأمم المتحدة في عامها الثمانين؟ 2/4
  • فورين بوليسي: ما هو نوع الإصلاح الذي تحتاجه الأمم المتحدة في عامها الثمانين؟ 3/4
  • فورين بوليسي: ما هو نوع الإصلاح الذي تحتاجه الأمم المتحدة في عامها الثمانين؟ 4/4

الرياص - اسماء السيد - في جولة الصحف اليوم نستعرض كيف يمكن للأمم المتحدة أن تستعيد فاعليتها حول العالم اليوم؛ ثم لماذا الاستراتيجية الغربية ضد روسيا في الحرب الأوكرانية غير فعّالة؛ وأخيراً، هل يصبح مروان البرغوثي "مانديلا فلسطين"؟

نستهل جولتنا من مجلة فورين بوليسي الأمريكية، التي نشرت مقالاً مطوّلاً بعنوان "في ذكرى تأسيسها الـ 80، الأمم المتحدة تحتاج إلى أكثر من مجرّد إعادة ضبْط"، بقلم الناشطة الحقوقية هبة علي.

ولفتت الكاتبة إلى مرور 80 عاماً بالتمام اليوم، الـ 24 من أكتوبر/تشرين الأول، على دخول ميثاق الأمم المتحدة حيّز التنفيذ؛ غير أن المنظمة الأممية إذْ تحتفل بعيد ميلادها فإنها تمرّ بأزمة داخلية – "حيث التصادم والمصلحة الخاصة تعلو على السطح في ما بين أعضاء أُسرة أمميّة مُفككة وغير فعّالة؛ وحيث نشوب حرب عالمية يُعدّ خطراً محدقاً؛ وحيث الدول التي تمتلك سلاحاً نووياً تهدّد علانية باستخدامه؛ وحيث تغيُّر المناخ يترك أجزاءً من عالمنا غير مُحتمَلة".

ورغم كل ذلك، بحسب الكاتبة، وما يشير إليه من عجْز أنظمتنا الدولية عن حلّ مشاكل وجودية، فإنّ غالبية الشعوب حول العالم لا يزالون يؤمنون بضرورة التعاون الدولي وبأهمية الدور الذي تلعبه مؤسسة مثل الأمم المتحدة.

ولفتت صاحبة المقال إلى أن الحفاظ على المبادئ والأهداف التي قامت عليها الأمم المتحدة كان القاسم المشترك والفكرة المتفَق عليها خلال اجتماعات الجمعية العامة الأخيرة.

وأشارت الكاتبة إلى دعوة غالبية قادة العالم في خطاباتهم أمام الجمعية إلى تجديد الأمم المتحدة بما يخدم مصالح شعوبهم والعالم بشكل عام.

وقد وردتْ كلمة "إصلاح" بـ 78 في المئة من خطابات القادة، وفقاً لمراقبين - أكثر مما وردت كلمات أخرى قد تبدو أكثر إلحاحاً في الوقت الحاضر مثل "أوكرانيا" أو "فلسطين" أو "التغير المناخي".

وإذنْ، فنحن إزاء فرصة سانحة، بحسب الكاتبة، حيث الشعوب والقادة يرغبون في تعاون دولي – لكنْ بشرط أن يكون هذا التعاون عاملاً وفعّالاً، كما كانت الحال ذات يوم.

ولفتت صاحبة المقال إلى أن الأمم المتحدة شهدت فترات أحرزتْ فيها نجاحات عظيمة - ومن ذلك إنهاء صراعات مثل أزمة الصواريخ الكوبية، ودعم إنهاء الاستعمار في أفريقيا.

ورأت الكاتبة أنّ السؤال الأهمّ الآن هو كيف يمكن للأمم المتحدة استعادة فعاليتها عبر العالم اليوم؟ وما هو نوع الإصلاح التي تحتاجه المنظمة الآن – حيث النظام العالمي ينهار أمام أعيننا؟

ولفتت إلى اتجاه بعض الدول إلى تكوين تحالفات بعيدة عن الأمم المتحدة، بما يشكل تعددية قطبية لا يربط بينها رابط – حيث شريعة الغاب تسُود، وحيث العالم يصبح أكثر تشرذُماً وخطورةً يَشقى في ظلّها البسطاء من البشر أكثر من غيرهم.

واختتمت الكاتبة بالقول إنه "في عام 1945، كان قادة العالم يتمتّعون بالجرأة الكافية على تصوُّر قيام منظمة عالمية تكبح جماح قواتّهم لكنها تعود بالخير العام لشعوبهم، فهل يمكن لقادة العالم اليوم أنْ يفعلوا الشيء نفسه؟".

"حان الوقت لكي يغيّر حلفاء أوكرانيا استراتيجيتهم المَعيبة"

رئيس أوكرانيا زيلينسكي ورئيس وزراء هولندا مارك روته
Reuters
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس وزراء هولندا مارك روته

ننتقل إلى صحيفة الغارديان البريطانية والتي نشرت مقالاً بعنوان "العقوبات الجديدة والأسلحة لن توقف روسيا. حان الوقت لكي يغيّر حلفاء أوكرانيا استراتيجيتهم المَعيبة"، بقلم الباحث كريستوفر تشيفيس – زميل مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي.

وقال كريستوفر إنه عندما بدأت روسيا اجتياح أوكرانيا في فبراير/شباط 2022 عسكرياً، اختارتْ الولايات المتحدة وحلفاؤها في المقابل اللجوء لاستراتيجية تستهدف دفْع الكرملين إلى قبول السلام بشروط أوكرانيا – وذلك عبر الاستعانة بالقوة الأمريكية على الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية، بما يكبّد روسيا خسائر فادحة.

ورأى الباحث أن هذه الاستراتيجية ربما كان لها وجاهتها على الورق، لكنها على الأرض لم تدفع بوتين إلى وقف عدوانه، وإنْ كانت قد أبطأتْ الزحف الروسي داخل الأراضي الأوكرانية.

وبحسب الباحث فإنه رغم العديد من جولات فرضْ العقوبات على روسيا من جانب، وتزويد أوكرانيا بالسلاح من جانب آخر، فلا تزال روسيا بعيدة عن الاستسلام؛ بل إنّ روسيا الآن تحتلّ في أوكرانيا مساحة أكبر من تلك التي كانت تحتلها قبل ثلاث سنوات.

ولفت كريستوفر إلى أن الحرب الروسية-الأوكرانية في فبراير/شباط المقبل ستدخل عامها الخامس – لتستغرق بذلك زمناً أقلّ بأشهر قليلة من الزمن الذي استغرقتْه الحرب العالمية الأولى.

وخلص الكاتب إلى القول إن تلك الاستراتيجية المتّبعة إزاء روسيا من غير المرجّح أنْ تأتي بتلك الصدمة اللازمة لإحداث تغيير جوهريّ في مسار الحرب وإرغام الكرملين على قبول التفاوض مع أوكرانيا وفقاً لشروط الأخيرة.

هل يصبح مروان البرغوثي "مانديلا فلسطين"؟

"حان الوقت لكي يغيّر حلفاء أوكرانيا استراتيجيتهم المَعيبة"

لافتة تحمل صورة مروان البرغوثي
Getty Images
البرغوثي يقضي خمسة أحكام بالمؤبد مضافاً إليها 40 عاماً في السجون الإسرائيلية

نختتم جولتنا من مجلة سبكتيتور البريطانية ومقال بعنوان "هل يصبح مروان البرغوثي مانديلا فلسطين؟"، بقلم الباحثة ليمور سيمهوني.

ولفتت سيمهوني إلى أنّ أصداء دعوات الإفراج عن البرغوثي تَلقى زخماً، مشيرة إلى أن قائد الجناح العسكري لحركة فتح يقضي حالياً في السجون الإسرائيلية خمسة أحكام بالمؤبد مضافاً إليها 40 عاماً!

ويرى أصحاب هذه الدعوات أن البرغوثي هو القائد الفلسطيني الوحيد القادر على مجابهة حركة حماس والتفاوض من أجل السلام؛ غير أنّ "تحرير إرهابيّ مُدان ليس بالأمر الهيّن أبداً، فضلاً عن أنه قرار محفوفٌ بالمخاطر"، وفقاً لسيمهوني - الباحثة السابقة بمعهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب.

وأشارت سيمهوني إلى أن البرغوثي يتمتّع بشعبية تتقزّم إلى جانبها شعبية أي قيادي فلسطيني آخر؛ مشيرة إلى أن استطلاعات الرأي أعطتْ البرغوثي 50 في المئة في حال إذا ما عُقدتْ انتخابات الآن.

هذه الاستطلاعات ذاتها أعطت خالد مشعل، القيادي في حماس، 35 في المئة، فيما حصل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على 11 في المئة.

ونوّهت الباحثة إلى أنّ البرغوثي في عيون كثير من الفلسطينيين هو نيلسون مانديلا الخاص بهم - فهو سجين ورمز؛ وفي نظر بعض الإسرائيليين، يُعدّ البرغوثي قوميّاً براغماتيّاً آمَن ذات يوم باتفاقيات أوسلو؛ كما أن إتقانه للعِبرية ومقدرته على التحدث إلى الإسرائيليين ضَمِنا له مكانة مميزة عن غيره من القيادات الفلسطينية.

ورأت صاحبة المقال أن مُطالبة حماس لإسرائيل بالإفراج عن البرغوثي ضِمن صفقة التبادل الأخيرة قد أثارت دهشة المراقبين؛ نظراً لما بين حركتَي فتح وحماس من "تنافُس مرير"، على حدّ تعبير سيمهوني.

وقالت الكاتبة إنّ شعبية البرغوثي يمكن أنْ تقوّض محاولات حماس الرامية للسيطرة على غزة، كما أنّ ما يتحلى به من براغماتية يمكن أن تقود إلى اتفاق سلام مع إسرائيل – "وهما نتيجتان تتفادى حماس الوصول إليهما"، بحسب سيمهوني.

ولكنْ، لماذا تطالب حماس بالإفراج عن البرغوثي؟ تساءلت صاحبة المقال، ورأت أن الحركة الفلسطينية ترمي من وراء ذلك إلى تحقيق عدة إنجازات: إذْ ستظهر بمظهر "القوية القادرة على إرغام إسرائيل على الإفراج عن أشهر السجناء الفلسطينيين"، ما سيعزز شعبيتها في الشارع الفلسطيني – حيث لا يزال يُنظر إلى البرغوثي باعتباره شخصية اتفاقية بين مختلف الانتماءات الحزبية، فضلاً عما في ذلك من تحدٍ للسلطة الفلسطينية الراهنة.

وعزت صاحبة المقال تردُّد إسرائيل في الإقدام على خطوة الإفراج عن البرغوثي، إلى ما قد ينتج عن ذلك من تغيّر شامل في المشهد السياسي الفلسطيني، على نحو قد لا يخدم مصلحة الحكومة الإسرائيلية الراهنة.

ورأت الباحثة أنّ قيادةً فلسطينية موحَّدة، قادرةً على حيازة شرعية حقيقية، من شأنها تعزيز مطلب قيام الدولة الفلسطينية والضغط على إسرائيل لكي تعود إلى الدبلوماسية.

كما لفتت الباحثة إلى أنّ "قرارات إسرائيل الآن تُتّخَذ في واشنطن، وعليه، فما لم يرَ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قرار الإفراج عن البرغوثي مقامرة تستحق التجربة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لن يغامر بخوض هذه التجربة"، وفقاً لصاحبة المقال.

90cc0a5c48.jpg

Advertisements

قد تقرأ أيضا