اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

مفاجأة محتملة في آسيا

  • مفاجأة محتملة في آسيا 1/3
  • مفاجأة محتملة في آسيا 2/3
  • مفاجأة محتملة في آسيا 3/3

عندما طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستعادة السيطرة على قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان، كان يتوقع أن سلطات «طالبان» الحاكمة في كابول سترفض هذا الطلب وستتجاهله، ولن تعيد القاعدة التي فرّت منها القوات الأمريكية في يوليو(تموز) 2021 تاركة وراءها عتاداً بعشرات المليارات من الدولارات وفوقها خسارة استراتيجية لحرب استغرقت 20 عاماً.
طلبُ ترامب لم يأت من فراغ، بل يؤكد أن التكهنات التي تشير إلى أن أفغانستان تتجه لتكون ساحة لتبادل «الضربات التكتيكية» بين الأقطاب العالمية المتنافسة، وهي أساساً الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون ضد روسيا والصين ومعهما قوى أخرى مثل الهند وإيران وباكستان، ضمن سياق معركة واسعة النطاق تتراوح بين حروب ساخنة وباردة وعقوبات اقتصادية وهجمات سيبرانية. ومع عدم تجاوب «طالبان» مع الرغبة الأمريكية، بدا الرفض الروسي والصيني صريحاً وتجلّى بوضوح في الاجتماع السابع لمجموعة «صيغة موسكو» الداعمة لأفغانستان، إذ دانت الدول المشاركة، وخاصة روسيا، نشر قوات أجنبية في هذا البلد، في الوقت الذي تعتبر فيه الأوساط الرسمية في موسكو وبكين طلب ترامب «فكرة عبثية» ومبالغاً فيها، وتهدف إلى إحداث دوي إعلامي وصناعة بطولة، تماماً مثل مطالباته السابقة بضم كندا لتكون الولاية الأمريكية الحادية والخمسين أو السيطرة على جزيرة غرينلاند الدنماركية، أو الاستحواذ على قناة بنما، وكل هذه الطموحات غير الواقعية لا تؤشر على قوة ضاربة، بل دلالة أزمة عميقة تعرفها الولايات المتحدة في صراعها المستفحل مع القوى المناوئة لها، وخشيتها من فقدان نفوذها العالمي وقيادتها للنظام الدولي، وهو ما تحاول الدفاع عنه بكل الوسائل الواقعية والافتراضية. الأشهُر والسنوات القليلة المقبلة، تبدو شديدة التعقيد على الأوضاع العالمية، ومنطقة شرقي آسيا مرشحة لتكون ساحة لأحداث دراماتيكية، ومفاجأة ليس بالإمكان توقعها مسبقاً، مثل الصراع الخطير في أوكرانيا أو هجوم السابع من أكتوبر، وما تلاه من حرب إسرائيلية مدمرة على قطاع غزة. وربما يكون الدافع الأمريكي لاستعادة قاعدة «باغرام» محاولة لإيجاد موطئ قدم على مقربة من الصين الخصم اللدود والأقدر على قلب التوازنات العالمية بالتحالف مع قوى لا يمكن قهرها مثل روسيا والهند وإيران وباكستان.

ورغم أن بين هذه الدول ما بينها من خلافات وصراعات وحروب، إلّا أن التحديات الراهنة تدفعها جميعاً إلى التحالف، ولو تكتيكياً، لتجاوز هذه المرحلة بأقل الأضرار. والسبب في ذلك أن من كانوا يسمون «الشركاء الغربيين» يكاد شملُهم يتشتت بفعل الأزمات الداخلية واختلاف الأجندات السياسية والأمنية وغياب الثقة الجماعية في المستقبل.
هذه التحولات ليست مستغربة في عالم يعيش منعطفاً خطيراً على جميع المستويات. ومع كل أزمة أو مشكلة تتبدى حدود الصراعات وأهدافها. وفي وقت مازالت فيه الولايات المتحدة تتمسك بمقاربتها التقليدية في فرض الهيمنة عبر استعراض القوة والنفوذ وسياسة فرض العقوبات على كل من تراه تهديداً، تنتهج القوى الأخرى، ولا سيما الصين وروسيا، سياسة هادئة وثابتة وتتبنّى جداراً سميكاً من المصالح والتحالفات والمفاهيم يسعى إلى بناء نظام دولي جديد، وهو نظام لن يستقيم قبل أن يحدث صداماً عنيفاً بين الطرفين، وقد يتشكل قبل ذلك إذا خضعت جميع الأطراف إلى الأمر الواقع واتفقت على صيغة جديدة للتعايش بدل الصراع.

مفتح شعيب – صحيفة الخليج
9254c73a1f.jpg

صورة اسماء عثمان

اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.

كانت هذه تفاصيل خبر مفاجأة محتملة في آسيا لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا