اخبار العالم

فضيحة في تأمين متحف اللوفر.. كلمة السر هي اللوفر!

فضيحة في تأمين متحف اللوفر.. كلمة السر هي اللوفر!

الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من باريس: حينما يتعلق الأمر بتأمين متحف اللوفر الذي يضم كنوز الحضارة التي لا تقدر بثمن، فإن التأمين الإلكتروني والسيبراني للمتحف يجب أن يكون في أعلى درجات الاحترافية، ولكن في حقيقة الأمر أن كلمة سر تأمين المتحف ما هي إلا فضيحة مدوية لفرنسا.

ويبدو أن أوروبا بأكملها تعاني تراجعاً وترهلاً إداراياً لم يسبق له مثيل على المستويات كافة، وجاءت فضيحة اللوفر سواء في مشهد السرقة أو اكتشاف الخلل في التأمين لتؤكد فرضية التراجع الأوروبي في الوقت الراهن.

فقد كشفت تقارير فرنسية جديدة أعقبت عملية السطو على المتحف، أن الأمن السيبراني في متحف اللوفر كان أضعف من حسابات البريد الإلكتروني في معظم الشركات، بل أضعف من حسابات البريد الإلكتروني الشخصية.

وبحسب مستندات سرية اطلعت عليها صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، كانت كلمة المرور لنظام كاميرات المراقبة في اللوفر هي ببساطة: "LOUVRE".

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد اتضح أن كلمة مرور نظام آخر كانت "THALES"، الاسم نفسه لشركة التكنولوجيا التي طورت البرنامج.

ولم يتضح بعد ما إذا ساهمت هذه الثغرات الفاضحة في تسهيل عملية السطو التي جرت في 18 أكتوبر (تشرين الأول)، وأسفرت عن سرقة مجوهرات ملكية بقيمة 102 مليون دولار في وضح النهار.

سخرية من ضعف "العقل السيبراني"
لكن هذه التفاصيل جعلت المتحف مادة للسخرية في أوساط الأمن السيبراني، حيث كتب أحدهم: "إذا شعرت يوما أنك لست جيدا في عملك، تذكر أن كلمة مرور كاميرات اللوفر كانت louvre".

هذه المعطيات جاءت ضمن سلسلة مراجعات أمنية أجرتها الوكالة الوطنية الفرنسية للأمن السيبراني (ANSSI) على مدى أكثر من عشر سنوات.

ففي عام 2014، راجعت الوكالة أنظمة المتحف الحساسة المسؤولة عن الإنذارات والتحكم في الدخول وكاميرات المراقبة، محذرة من أن أي اختراق "قد يسهل إحداث أضرار أو حتى سرقة أعمال فنية".

ومع ذلك، خلصت المراجعة إلى أن حماية هذه الأنظمة كانت "بدائية".

لم تكن كلمات المرور وحدها المشكلة، إذ كان المتحف يعمل بنسخ قديمة من نظام "ويندوز"، وهو ما اعتبره خبراء بمثابة "ترك باب المنزل مفتوحا".

ورغم مرور سنوات على هذه التحذيرات، تشير تقارير لاحقة حتى عام 2025 إلى استمرار مشكلات كبيرة في الأمن السيبراني. وحذرت الوكالة الفرنسية عام 2017 من أن المتحف "لم يعد قادرا على تجاهل خطر هجوم قد تكون له عواقب كارثية".

ورغم سرعة عملية السطو، يرى المحققون أن منفذيها لم يكونوا محترفين كما بدا في البداية. فقد استخدموا رافعة ميكانيكية مسروقة للوصول إلى "قاعة أبولو" عبر شرفة، ثم فتحوا خزائن العرض وفرّوا خلال أربع دقائق فقط. لكنهم تركوا أدواتهم خلفهم، وسقط منهم تاج الإمبراطورة أوجيني، وفشلوا في إحراق الرافعة.

وقالت مدعية باريس، لور بيكوا، هذا الأسبوع إن المجموعة أقرب إلى "مجرمين صغار" منها إلى شبكة جريمة منظمة، مضيفة: "هذه ليست جنحة يومية عادية، لكنها أيضا لا تشبه عمليات النخبة في عالم الجريمة المنظمة".

Advertisements

قد تقرأ أيضا